بوصفها ميناءً للعالم في العديد من النصوص التاريخيّة، تبدأ حكاية البحرين مع حضارة دلمون القديمة، أرض الخلود، كما كان يُشار إليها في السجلّات السومريّة القديمة.
مملكة البحرين هي أرخبيلٌ يتكوّن من 33 جزيرة، تقع في الجهة الشرقيّة من شبه الجزيرة العربيّة، تبلغ مساحتها الإجماليّة حوالي 780 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ تعدادها السكّاني أكثر من مليون وخمسمائة ألف نسمة. هذه النسبة جعلت من البحرين واحدة من أعلى دول العالم من حيث الكثافة السكانيّة، والتي تبلغ 2,052 نسمة لكلّ كيلومتر مربع.
حكاية البحرين هي قصّة نموٍ اقتصادي، وتنوّع، وابتكار. اليوم، تُعتبر مملكة البحرين مركزًا اقتصاديًا وماليًا رئيسيًا في الخليج، بالإضافة إلى كونها مركزًا متميزًا ينبض بالثقافة. وباعتبارها محطّةً هامّة للاقتصاد والمال في المنطقة، فقد اجتذبت السياسات الاقتصاديّة المنفتحة في البحرين الاستثمارات الأجنبيّة لعقودٍ من الزمن، حيث تجتمع فيها كبرى المؤسّسات الماليّة العالميّة.
تستمدّ البحرين اسمها من ينابيع المياه العذبة التي تقع على اليابسة وفي البحر، وما هويّتها وتراثها إلّا نتاج وتراكم لتاريخها الغنّي وتطوّرها المستمرّ. تحتضن البحرين ثلاثة مواقع للتراث العالمي، وتمتلك ثقافة غنيّة مرتبطة بالغوص على اللؤلؤ. هذه الكنوز المحليّة التي لطالما جذبت أنظار العالم، لما يُضفيه مزيج المياه العذبة والمالحة من بريقٍ خاص على لآلئ البحرين. جاءت ملحمة جلجامش على ذكر هذه الأرض بوصفها جنّة، ويُعتقد أنّها كانت تُعتبر جنّة عدن في العصور القديمة. كانت الأرض الخصبة وفيرة، حتّى وقتٍ قريب، وساهم انتشار ينابيع المياه العذبة في وفرة الأراضي الزراعيّة المتنوّعة في البلاد، وضمان ازدهارها داخل منطقة قاحلة إلى حدٍ كبير.
